شخصيات بارزة من ( كل تماجق )


فهرون

شارك فِهرُونْ في حروب عديدة بين قبيلته إيلمدن وبين قبيلة "كل تغيرميت" وغيرها. وتولى زعامة "إيلمدن" بعد موت عمه ميدادو سنة 1893 فأصبح "أمنوكال" أي أميرا بلهجة التماشق الطارقية. وقد صار "أمنوكال" عاما لجميع الطوارق بمنطقة مالي والنيجر.
وبين سنتي 1909 و1911 دخل فهرون في صراع دام مع قبيلة كنتة بزعامة حمادي بن الشيخ سيدي المختار الكنتي ثأرا لطوارق "كل أهارا" الذين قتلتهم كنتة.
وفي سنة 1913 اعتقلت سلطات الاستعمار الفرنسي القائد فهرون بمتبكتو في شمال مالي فاستطاع الهرب من السجن ليقود ثورة مقاومة عارمة ضد الاحتلال الفرنسي توجهها بمعركة "فالينغي" في مايو/أيار 1916.
وبعد 23 سنة من الزعامة، ويوم 25 يونيو/حزيران 1916 قتل فهرون في معركة من معارك جهاد المقاومين للاحتلال الفرنسي ولم تكن تلك المعركة متكافئة من حيث الأسلحة.
ولد فِهرُونْ آغ الأنصار أو فهرون الأنصاري سنة 1860 في تلتايت بمنطقة أزواد بشمال مالي. ولفظ فهرون مأخوذ من الاسم العربي "فهر"، وهو ينتمي إلى قبيلة "إيلمدن" التي يذهب مؤرخوها إلى أن أصولها أنصارية. ظهرت عليه مبكرا سمات الفروسية فشق طريقه ليصير قائدا طارقيا.


مانو دياك

أسس مانو دياك وكالة للسفر (Temet voyage) نشطت في المجال السياحي ونسقت بعض مراحل سباق "رالي باريس-دكار"، ما منح دياك نجاحا في مجال الأعمال وأعطاه سمعة في الأوساط الإعلامية والمالية الفرنسية والأميركية معا.
وقد وظف مانو دياك تلك السمعة وتلك العلاقات في الدعاية لقضية الطوارق، وقام مع زوجته بأعمال بحثية تناولت الثقافة الطارقية وطريقة عيشهم.
انخرط دياك في سلك الثوار ضد الجيش النيجري في مايو/أيار 1990. عاش عمره ملتزما بقضية الطوارق ومدافعا عنها، فشارك في انتفاضة الطوارق بداية التسعينات.
وفي سبتمبر/أيلول 1991 تأسست جبهة تحرير الآيير والأزواد، فدخل الثوار في مفاوضات مع الحكومة توجت بوقف لإطلاق النار في يونيو/حزيران 1993. إلا أن حركة الثوار انقسمت على نفسها فتم إنشاء الجيش الثوري للحرية الوطنية.
وأنشأ مانو دياك جبهة تحرير تاموست في أغسطس/آب 1993، كما أنشأ الجبهة الشعبية لتحرير الصحراء في يناير/كانون الثاني 1994.
ألف كتاب "الطوارق والمأساة" بالفرنسية الذي صدر عام 1992، كما ألف كتاب "ولدت والرمل في عيني".
مات دياك بشكل مفاجئ في حادث تحطم طائرة صغيرة (Cessna 337) منتصف ديسمبر/كانون الأول 1995 حين كان متوجها إلى مدينة أنيامي للقاء الرئيس النيجري. ومات معه في نفس الطائرة اثنان من مساعديه وطيار نيجري إضافة إلى صحفي فرنسي.
تركت وفاته فراغا بين طوارق النيجر الذين كان أحد أهم مثقفيهم وقيادييهم.
ولد مانو دياك عام 1950 في منطقة الآيير شمال النيجر، وقد أرغم وهو صغير على دخول المدرسة النظامية في أغادس حيث نال الثانوية العامة.
عمل دياك فترة في الهيئة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) ثم انتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة حيث حصل على شهادة في الفولكلور من جامعة أنديانا. وبعد ذلك رحل إلى فرنسا حيث حصل من جامعة السوربون على شهادة عليا في العلوم السياسية.



إمرؤ القيس الطارقي


تأتي شخصية امرؤ القيس الطارقي على رأس شخصيات الثقافة الشفوية في مجتمع الطوارق.
وهو مأخوذ من اسم الشاعر العربي الجاهلي امرؤ القيس الذي تتقاطع معه الشخصية الطارقية لا في انتحال الاسم فحسب بل وفي صفات أخرى من أبرزها الاهتمام بالمراة حبا وتغزلا.
كما يوصف امرؤ القيس الطارقي بأنه شخص عملاق منعزل يستعمل حروف التيفناغ بشكل رمزي للتواصل مع النساء.
وكان مثلا إذا كتب لامرأة حرف السين بالتيفناغ (وهو عبارة عن دائرة في مركزها نقطة) فمعناه أنه سيذهب إليها.
وقد اخترع أمرؤ القيس الطارقي أهم آلة موسيقية طارقية تسمى (أنظاض) وهو عبارة عن كمان له وتر واحد ومن هنا كان لامرؤ القيس تأثيره الخالد في الثقافة الطارقية.
أما شخصية( ألى قوران) فتأخذ حيزا هاما في الثقافة الطارقية الشفهية، فهو يجسد في المرموز الطارقي منبع الحكمة.
ومعنى "غران" في اللغة الطارقية النبيه أو الذي ينطق صوابا. ويتميز علي غران –حسب الرواية الشعبية- بذكائه الوقاد وأمثاله السائرة وتعابيره البيانية التي ترد بشكل تلقائي على لسان الطارقي أمثالا وحكما تهدف إلى التربية والتوجيه.
وتنتشر بين الطوارق ألغاز يروونها على لسان علي غران لتمرين الذهن وتربية الأجيال.